في مرحلة كانت فيها تطوان تعاني من تفشي الجريمة وانتشار شبكات تهريب المخدرات، بشكل كبير بالمنطقة، جاء تعيين محمد الوليدي واليا للأمن بالمدينة، ليشكل نقطة تحول حقيقية بخبرته الطويلة وحنكته الميدانية، حيث استطاع الرجل الحديدي أن يبعث روح الأمن والاستقرار في شوارع تطوان، جاعلا منها نموذجا يُحتذى به وطنيا.
وقد عُرفت تطوان لسنوات بارتباطها بأنشطة تهريب وترويج المخدرات، بحكم موقعها القريب من منطقة الريف، وكذا قربها من الضفة الأخرى لأوروبا، غير أن محمد الوليدي، منذ تسلمه لمهامه، أطلق سلسلة من العمليات الأمنية المحكمة التي استهدفت الشبكات الكبرى بشكل مباشر، معتمدا على أسلوب الضربات الاستباقية وجمع المعلومات الاستخباراتية بدقة بالغة.
لم يكتف الوليدي بملاحقة المروجين الصغار، بل استهدف الرؤوس المدبرة، وقام بتفكيك البنية التحتية لهذه الشبكات، ما أدى إلى تجفيف منابع التمويل والدعم اللوجستي لها، وجعل تجارة المخدرات تتراجع بشكل ملحوظ داخل المدينة.
لم تكن معركة الوليدي مقتصرة على المخدرات فحسب، بل شملت أيضا مختلف أشكال الجريمة والانحراف، فقد عززت مصالح الأمن تحت قيادته وجودها في مختلف الأحياء الحساسة، وتمكنت من تفكيك عصابات السرقة والاعتداءات، مما ساهم في انخفاض كبير في معدلات الجريمة.
كل هذه النجاحات لم تمر مرور الكرام، ولم تكن لترضي الأطراف التي كانت تستفيد من الفوضى، إذ سرعان ما خرجت جهات مشبوهة عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية المجهولة، بنشر مقالات مفبركة ومنشورات فايسبوكية مغرضة، هدفها النيل من سمعة الوليدي والتشكيك في نزاهته وكفاءته.
هذه الحملات تهدف في مضمونها إلى الضغط لإبعاده عن تطوان، طمعا في إعادة الجريمة والفساد إلى سابق عهدها، رغم كل هذه المحاولات البائسة للتيل من سمعة والي أمن تطوان، وقف الوعي الشعبي سدا منيعا أمام هذه المحاولات، مؤكدا دعمه للرجل الذي ارتبط اسمه بتطهير المدينة من أوكار الانحراف.
محمد الوليدي يُجسد نموذج القائد الأمني الكفؤ، الذي استطاع بحنكته وعزيمته أن يصنع فرقا حقيقيا في تطوان، تجربته تُعد دليلا واضحا على أن الإرادة والاحترافية قادرتان على دحر الجريمة، وترسيخ الأمن والاستقرار، مهما كانت التحديات.
تطوان بوست | رشيد يشو