تطوان … ضجيج مدينة هادئة

قيلولة طويلة تستغرق فيها الحمامة، يزيد من طولها اقفال باب سبتة، عشرة أشهر هي مدة القيلولة ! روتين قاتل، للذين لا عمل لهم، أو أولئك الكسالى الذين لا يستفيقون من سباتهم الطويل بدعوى عدم وجود ” ما يندار ” في هذه المدينة.

عشرة أشهر من الهدوء الجميل، لأصحاب الوظائف، وعشرة أشهر من الركود لأصحاب المحلات التجارية بشتى أنواعها، وكساد واضح في الفنادق والمطاعم، التي لا تسمع فيها أصوات الملاعق في الصحون، إلا في مهرجان أو تظاهرة يتيمة هنا أو هناك.

خلال الأشهر العشرة، سيارات الأجرة وسيارات النقل المدرسي وحدها تحتكر الطرقات، فلا وجود لأبواق السيارات ، ولا للساعات الطوال على الطرقات للتنقل من مرتيل – المضيق، أزلا… إلى تطوان أو العكس.

في هذه الفترة يغير صاحب المفاتيح على الطرقات مهنته، إلى لاعب محترف ” للبارشي أو الضومينو”، ويعود الآمر الناهي صاحب الكراسي على الرمال لحيه، وصرف ما جمعه في زمن الصيف على باقي أشهر السنة، وللتنقل مع المغرب التطواني أينما حل وارتحل.

في زمن الصيف تحلق الحمامة خارج عشها وتترك محيطها لزوارها، الذين يكتشفون مدينة صاخبة، مزدحمة، عكس ما يتصورون، مدينة ليلها ليس كنهارها، ونهارها ليس كباقي أيام السنة، في فصل الصيف تصبح تطوان القبلة والوجهة والغاية، هي الملاذ والملجأ، المكان المناسب الذي يجيب سؤال الصيف.

وفي شتنبر تعود الحمامة إلى عشها، ونعود معها إلى تطوان، التي في خاطري.

Loading...