عرفت القنصلية الإسبانية بمدينة تطوان خلال الأشهر الأخيرة تحولا إيجابيا ملحوظا في طريقة تعاملها مع المواطنين، بعد فترة عصيبة تميزت برفض واسع النطاق لطلبات التأشيرة، ما أثار موجة من الغضب والاستياء في أوساط السكان، خصوصا العائلات التي تربطها علاقات قرابة أو مصالح مهنية مع الضفة الشمالية.
التحول الإيجابي هذا تزامن مع تعيين القنصل الإسباني الجديد، Alvaro Castilla aguilar، الذي أبان منذ وصوله عن مقاربة مختلفة، قوامها الانفتاح، التواصل، وتعزيز الثقة بين الإدارة القنصلية والمواطن المغربي، خاصة ساكنة جهة طنجة – تطوان – الحسيمة.
وحسب عدد من المواطنين، فقد بدأ التحسن يظهر بشكل واضح منذ الأسابيع الأولى لتعيين القنصل الجديد، حيث لوحظ انخفاض في نسبة الرفض، واعتماد معايير أكثر وضوحا وشفافية في معالجة الملفات، إلى جانب تحسين ظروف الاستقبال والتعامل داخل القنصلية، ما أضفى طابعا من الاحترام والتقدير المتبادل بين الطرفين.
وفي هذا السياق، اعتبر أحد الفاعلين الجمعويين بالمدينة أن “عودة الحياة إلى القنصلية لا تمثل فقط تسهيلا إداريا، بل تعني استعادة ثقة كانت شبه مفقودة، خصوصا لدى فئة الطلبة والمهنيين الذين عانوا من قرارات الرفض دون تبرير”.
من جهته، يرى مراقبون أن هذا التغيير يعكس توجها دبلوماسيا جديدا من الجانب الإسباني يسعى إلى ترميم العلاقات الإنسانية والثقافية مع شمال المغرب، بعد فترات من التوتر السياسي والإداري، كما أنه يُعد بادرة طيبة لتحسين صورة المؤسسات القنصلية الأوروبية في نظر المواطن المغربي.
ولعل ما يعزز هذا الانطباع هو التنويه الواسع الذي حظي به القنصل الجديد من طرف فعاليات المجتمع المدني، التي طالما نادت بـ ” قنصلية إنسانية “، تراعي الخصوصيات الاجتماعية والروابط الأسرية بين ضفتي المتوسط، ولا تكتفي بالتدبير البيروقراطي الجاف.
في انتظار أن تستمر هذه الدينامية الإيجابية، يأمل المواطنون أن تُترجم هذه الانفراجة إلى سياسة دائمة تُسهم في تسهيل حركة الأفراد وتعزيز جسور التفاهم والتقارب بين الجارتين المغرب وإسبانيا.
تطوان بوست | رشيد يشو




