نظمت جامعة عبد المالك السعدي، أمس الجمعة بتطوان، يوما دراسيا حول موضوع “التراث بين البحث العلمي ومسألة الهوية والتنمية”.
وأكدت ورقة تقديمية للحدث العلمي، الذي تنظمه شعبة التاريخ والحضارة التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان في إطار شهر التراث، أن المقصود بالتراث هي العناصر المادية كالمدن وأطلال المباني وكل المخلفات التي تعود لعصور غابرة، وأيضا العناصر غير المادية كالعادات والاحتفالات الموسمية والقيم التي يمتاز بها كل شعب وينفرد بها كل مجتمع.
وأبرز المنظمون أن أهمية التراث تزايدت في مجتمعاتنا الحالية لمواجهة مخاطر استيلاب الهوية الفردية والجماعية امام ظاهرة العولمة والانفتاح غير المسبوق على ثقافة الاخر، معتبرين أن هذا الانفتاح وإن كانت له إيجابياته فهو يحمل في طياته عواقب وخيمة يمكن تخفيف وطأتها بتحصين الأجيال الناشئة عن طريق توعيتها بمميزاتها الذاتية ورصيدها الثقافي والتاريخي الذي يعتبر الحجر الأساس لأي نهضة مستقبلية.
وتروم هذه الفعالية إلقاء الضوء على أهمية البحث العلمي في تأكيد أهمية التراث كرافد من روافد الحضارة وإحدى الركائز المتينة التي تحدد مفهوم الهوية، وطرح مقترحات ورؤى علمية تتناول مواضيع التراث بشكل مواز ومواكب لمستجدات وآليات ومناهج البحث التكنولوجي المتطور، والرفع من مستوى وعي الطلبة عموما بأهمية ما تمثله دراسة التراث على مختلف اصنافه في التنمية الذاتية والمجالية وإمكانية التطور والارتقاء، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
وتمحورت المداخلات خلال اليوم الدراسي حول “التراث ومجال البحث العلمي التاريخي”، و “موقع التراث من الدرس الجامعي الأكاديمي”، و “البحث العلمي ودوره في صيانة التراث المادي واللامادي”، و “التنمية كآلية من آليات تثمين وتعزيز التراث”، و “التراث والهوية”، و “التراث والرقمنة”.
كما همت الأرواق العلمية المقدمة “الرقمنة وآليات صيانة التراث”، و”الموروث الإيكولوجي ما قبل الإسلام بشمال المغرب كقاطرة للتنمية وفاعل في تثبيت الهوية”، و”التراث المغربي المخطوط وسؤال البحث العلمي”، و “دور المشاريع الاقتصادية في تثمين التراث بطنجة”، و “أي دور للهوية والتراث في الاقتصاد المحلي”، و “التاريخ المقارن للحضارات بفرنسا .. أبحاث حول الإسلام بإفريقيا الغربية للمؤرخ جان أوي تريو”.