انطلقت اليوم الجمعة بمدينة تطوان الدورة 17 من الجامعة الربيعية المنظمة من طرف جمعية ونادي التراث والتنمية المواطنة وكلية العلوم تحت شعار “المدن والمجتمعات المحلية المستدامة”.
وأبرز بلاغ لكلية العلوم بتطوان أن تنظيم التظاهرة العلمية، التي ستحتضنها المؤسسة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي الى غاية الأحد المقبل، يروم التأكيد على أن الوعي بالمدينة المستدامة يبدأ بوعي الأفراد الذين يسكنون تلك المدينة وبالمسؤولين المدبرين لشؤونها، ولتحقيق ذلك وجب استخدام الدراسات العلمية لإجراء تعديلات في أنماط ممارسة بعض الأنشطة في حياة الفرد والمجتمع على أصعدة مختلفة من شأنها أن تحافظ على الموارد الطبيعية والتراثية وتساهم في الرفاهية والتنمية المحلية.
وأوضح المصدر، في ورقة تقديمية للحدث العلمي، أن الاستدامة تعني أن المدينة بنفسها تستطيع أن تحدد المبادرات والمشاريع والتدابير العمومية التي تجسد إدماج الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية في عمليتي تخطيط وتهيئة المجالات الترابية. كما يمكنها بمعية سكانها وضع مبادرات لدينامية اقتصادية محلية مبدعة ومستدامة، وتعمل على تطوير النقل العمومي المستدام، وإنشاء مساحات عمومية خضراء، وضمان تدوير نفاياتها بنفسها.
واعتبر المصدر أن المدينة المستدامة هي انعكاس الرغبات والمتطلبات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لمجتمع يبتكر ويخطط لنفسه وينفذ بانتباه وفطنة واستدامة، بمشروع مجتمعي مشترك مفتوح يتقاسمه ويتملكه السكان بالقدر الكافي.
وأشار المصدر الى أن منظمة الأمم المتحدة وضعت أهداف التنمية المستدامة على أنها دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر، وحماية البيئة والمناخ، وضمان تمتع السكان في كل مكان بالسلم والازدهار. كما حددت هذه الأهداف في 17 هدفا ، منها القضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع ، والصحة الجيدة والرفاه والتعليم الجيد وغيرها من الأهداف الأخرى.
كما أشار المنظمون الى أن الهدف الأممي الحادي عشر الذي يحمل شعار “مدن ومجتمعات محلية مستدامة” سيشكل محور “التربص السنوي” الذي يقيمه النادي وكلية العلوم عبر أشغال وأنشطة الجامعة الربيعية، إيمانا من المشرفين على الفعالية بأن المجتمعات المحلية لها دور كبير وأساسي في خلق تنمية مستدامة لعدة اعتبارات، منها أن المجتمعات المحلية لها دراية ومعرفة قوية بالمجال المحلي المراد تنميته وازدهاره، كما أن المجتمعات المحلية هي جزء من تراث هذا المجال ومن ذاكرته الجماعية ، وبالتالي هذا الانتماء العميق للمجال يمكن أن يكون حافزا لبدل مجهود أكبر لتحقيق تنمية محلية مستدامة.
ورأى المنظمون أن الانتقال نحو المدن المستدامة هو مشروع سياسي ومجتمعي بامتياز يروم تحرير الطاقات الكامنة للمدينة من حيث الاستدامة والإبداع والتنافسية، كما أنه يتطلب اعتماد مقاربة للتغيير تتسم بتعدد الأبعاد والفاعلين والمستويات، كما يفرض الأمر أن تتسم المدن المستقبلية بالجاذبية والابتكار وبالقدرة على التكيف والصمود إزاء مختلف الأزمات الدولية ذات الطابع الاقتصادي والمالي والتكنولوجي، وكذا الكوارث الطبيعية، والتحكم في انعكاساتها البيئية والاجتماعية السلبية، وكذا تدبير الموارد الطبيعية والمالية والبشرية بطريقة تتسم بالنجاعة والمسؤولية.
ويتضمن برنامج الجامعة الربيعية عدة مداخلات ستلامس “تنمية المدينة المستدامة لتمكين المواطنة الحضرية”، و “الصناعات الثقافية والابداعية رهان المدن المستدامة”، و “من أجل أقطاب حضرية للابتكار واقتصاد الثقافة”، إلى جانب خمس ورشات موضوعاتية حول “رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في إنجاح الانتقال نحو مدن مستدامة”، و “أدوار الجامعة في تطوير أهداف المدن المستدامة”، و “أدوار السلطات العمومية والمديريات الوزارية والجماعات الترابية والقطاع الخاص في بلورة مدن مستدامة”، و “تدبير الإعاقة بالمدن المستدامة” ، و “أدوار المجتمع المدني في تحقيق التزامات المدن المستدامة”.
تطوان بوست